التقى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اليوم (الخميس) رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، على هامش قمة «روسيا - أفريقيا» التي انطلقت أمس الأول في مدينة سوتشي الروسية، إذ دار اللقاء بين الجانبين حول المباحثات بشأن مفاوضات «سد النهضة» ووصفتها بعض الدوائر الإعلامية بأنها كانت إيجابية.
وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير بسام راضي إن الرئيس عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد اتفقا خلال لقاء في منتجع سوتشي الروسي أمس على الاستئناف الفوري لأعمال اللجنة البحثية الفنية المستقلة، على نحو أكثر انفتاحا وإيجابية، بهدف الوصول إلى تصور نهائي بشأن قواعد ملء وتشغيل السد.
وهذا اللقاء هو الأول بعد إشارة إثيوبيا لإمكانية خوض حرب لحماية «سد النهضة» وبيان مصري أعرب عن الصدمة حيال تلك التصريحات، وقبول وساطة أمريكية.
من جهته، أكد مدير المركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية اللواء خالد عكاشة في تصريحات إلى «عكاظ»، أن لقاء الرئيسين سبقه زخم شديد خلال الأيام الماضية، ودخول أطراف دولية جديدة لإيجاد حلول لأزمة سد النهضة، مثل روسيا وأمريكا، بوجود الأطراف الـ3 «مصر - السودان - إثيوبيا»، مشيرا إلى أن هذه الوساطات ربما تؤدي إلى حلول، بعيداً عن المماطلة والتسويف التي قامت بها أديس أبابا خلال السنوات الماضية بهدف الاستهلاك المحلي.
وقال عكاشة إن قضية سد النهضة تكتسب أهمية كبيرة كونها ترتبط بالعلاقات المصرية - الأفريقية التي تهتم بها مصر وتسعى لتعزيز فرص الشراكة والتنمية من خلالها، مبينا أن قضية السد هي قضية أمن قومي ولا يمكن المساومة عليها، وأصبحت خلال السنوات الأخيرة قضية رأي عام في مصر وإثيوبيا والعالم، كما أن هذا الملف المهم له تأثيرات على دول حوض النيل والقارة الأفريقية بأكملها، وبالتالي خرجت تصريحات من الرئيس السيسي تأمل في التوصل لحل يحفظ حقوق مصر المائية، والتوصل إلى اتفاق يحقق المصالح المشتركة لكل من مصر والسودان وإثيوبيا.
وفي إطار متصل، ألمح وزير الخارجية المصري سامح شكري قبيل انعقاد القمة الروسية - الأفريقية، إلى أن روسيا يمكنها أن تساعد في حل النزاع بين إثيوبيا والسودان ومصر بشأن سد النهضة، مشيرا إلى أنه في هذه الحالة سيتم الحديث عن مصير 245 مليون شخص، وهم عدد سكان الدول الـ3، مؤكدا أن روسيا دولة كبيرة وقوية تدافع دائما عن احترام مبادئ القانون الدولي، ويمكنها أن تساعد في ضمان التزام جميع الأطراف بهذه المبادئ والقواعد.
وتتخوف القاهرة من تأثير سلبي محتمل للسد على تدفق حصتها السنوية من مياه نهر النيل، البالغة 55 مليار متر مكعب، فيما تحصل السودان على 18.5 مليار. وتقول أديس أبابا إنها لا تستهدف الإضرار بمصالح القاهرة، وإن الهدف من بناء السد هو توليد الكهرباء في الأساس.